بيان صادر عن نقابة المحامين الشرعيين الفلسطينيين في ذكرى النكبة الـ 75
بسم الله الرحمن الرحيم
يأتي يوم الـ 15من مايو/أيار ، في هذا العام ليذكّر من جديد بذلك التاريخ الذي نقش في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وزرع معه أخاديد الألم والتضحيات على جباه ملايين الفلسطينيين من ذلك الجيل الأول الذي هجر قسراً على يد العصابات الصهيونية المتوحشة قبل 75 عامًا، والتي ستمر بكل الأجيال الفلسطينية اللاحقة التي ما زالت تُصلى بناره مع كل فجر جديد.
تعود ذكرى نكبة فلسطين هذا العام في ظل تربص نكبات بشعبنا قد بدلته كفنًا من وسادته، لكنه الشعب الذي يحمل بين جنبيه خافقًا يتلظّى بغايته، وهو الشعب الذي ظل واقفًا على مدى 75 عامًا دون أن يحني هامة، أو يعطي دنية، فيئس المحتل وما يئس شعبنا المقاوم، فراح الاحتلال يبحث وسط ركام يأسه عن حلول يكسر بها إرادة شعبنا، ويصنع شرعية لنفسه على أرضنا. في تلك الأيام التي تتبع بها العصابات الصهيونية أبشع جرائم الانسانية من تدنيس لمقدساتنا وسلب لأراضينا ومتابعة مسلسل التهجير والتهويد، وقتل ما هو فلسطيني والتي كان أخرها حرب شنتها هذه العصابات ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
ففي ذكرى النكبة يكتشف العالم بطولات شعبنا وشهداءه وأسراه وجرحاه، وثبات هذا الشعب على صموده وتضحياته وكبريائه وإصراره على التمسك بحقوقه العادلة، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
إننا في نقابة المحامين الشرعيين الفلسطينيين وإزاء هذه التطورات المتسارعة والتحديات الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية لنؤكد ما يأتي:
أولًا: نحيّ كافة أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في القدس والضفة وغزة والـ48 وأهلنا في الشتات، ونؤكد رفضنا القاطع لكل المشاريع الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني،
ثانيًا: نسجل ادانتنا للجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق ابناء الشعب الفلسطيني العزل، من قتل وتدمير للمدارس ودور العبادة والمستشفيات والمؤسسات الاقتصادية والانتاجية، فإننا نعي ان ذلك يشكل سمة لصيقة بهذا العدو، الذي يقدم لنا بهذه الجرائم نموذجا مصغرا لما سيقوم به في أي بلد عربي، فيما لو تمكن من التمدد والتوسع، الامر الذي يجعل من مقاومته والتصدي له مسؤولية كل ابناء الامة واحرار العالم.
ثالثًا: ان المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة التاريخية، وبالقدر التي تشكل بالمعنى المباشر ردا طبيعيا وموضوعيا على صلف العدو الصهيوني، وما يقترفه من جرائم في القدس من خلال العمل على محاولة الاستيلاء على حي الشيخ جراح، وتشريد وتهجير سكانه، وتكرار محاولات انتهاك حرمة الاقصى الشريف، فإنها تندرج في السياق التاريخي لنضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته واصراره على تحرير فلسطين وتجسيد حقه في العودة الى وطنه حرا ابيا كريماً.
رابعاً: ، ندعو منظمات المجتمع المدني وممثلي وممثلات الدول حول العالم إلى اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية فعالة للقضاء على الاستعمار، وتقديم المشتبه بارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إلى العدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وندعوها كذلك إلى الاعتراف العلني والمواجهة الجماعية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني بأسره.
خامساً: ان حالة التردد والارتباك التي ظهر عليها دعاة التسوية، بينما الشعب الفلسطيني يواجه بكل شجاعة وبطوله الالة الحربية الصهيونية، تؤكد أن اللحظة التاريخية والمبنية على دروس التجربة الماضية، تفرض وبالضرورة الوقف الفوري لكل أشكال التنسيق مع العدو الصهيوني، وطي صفحة اتفاق اوسلو، والمضي نحو بناء وحدة وطنية فلسطينية نضالية، على ارضية برنامج سياسي يستجيب لإرادة التحرير والعودة للشعب الفلسطيني.
سادساً: نحث الدول العربيّة الشقيقة على وقف العلاقات الديبلوماسيّة مع دولة الاحتلال، والتي ما زالت تثبت مرارًا وتكرارًا عدم جديتها في السلام مع الفلسطينيين أو العرب.
ختامًا، نبرق بالتحية إلى أهلنا الثابتين في القدس والداخل والضفّة وغزّة ومخيمات اللاجئين، وندعوهم إلى المزيد من التكاتف في مواجهة العدوان “الإسرائيلي” المستمر على الأرض والمقدسات.
عاشت فلسطين حرة أبية ,,,
المجد لشهدائنا الأبطال،،،
والحرية لأسرانا الأحرار،،،
والشفاء العاجل لجرحانا البواسل،،،
والاحتلال الى زوال,,,.
|